يواجه أصحاب الأعمال اليوم خيارًا مهمًا: هل عليهم إنشاء تطبيق موبايل أم موقع إلكتروني مُستجيب (responsive) للوصول إلى جمهورهم عبر الأجهزة المحمولة؟
القرار ليس سهلاً، إذ يجب أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار. فيما يلي أهم النقاط التي تساعدك على اتخاذ القرار الاستراتيجي الصحيح لعملك:
أولاً: التكلفة
من الناحية المالية، يمكن النظر إلى التكلفة من منظورين:
تكلفة التطوير: عادةً ما يكون تطوير تطبيق أكثر تكلفة من بناء موقع مُستجيب. فتطبيق الجوال يتطلب فريقًا أكبر ووقتًا أطول للتطوير.
تكلفة التشغيل: تشغيل وصيانة التطبيق عادةً ما تكون أقل تكلفة مقارنةً بالموقع، نظرًا لاحتياج الموقع لاستضافة ونطاق وخدمات أخرى.
لذا، من المهم تقييم ميزانيتك بعناية عند اتخاذ القرار، والنظر إلى التكلفة الإجمالية على المدى الطويل. كذلك، قد تحتاج إلى تحديث التطبيق أو إضافة ميزات جديدة مستقبلاً، مما يتطلب ميزانية إضافية.
ثانيًا: الوصول إلى الجمهور
يتطلب الوصول إلى تطبيق موبايل تحميل التطبيق أولاً، بينما يمكن الوصول إلى الموقع مباشرةً من خلال المتصفح ، قد يفضّل بعض المستخدمين تجربة الموقع الفورية بدلاً من التحميل والتثبيت، لذا من المهم معرفة جمهورك وتفضيلاتهم ، كذلك، إذا كان جمهورك المستهدف غير معتاد على تطبيقات الأعمال، فقد يكون الموقع خيارًا أفضل في المراحل الأولى ، علاوة على ذلك، من المهم النظر في معدلات اختراق الهواتف الذكية في السوق المستهدفة، ومدى انتشار استخدام التطبيقات بين الجمهور.
ثالثًا: تجربة المستخدم
يتميز تطبيق الموبايل بتوفير تجربة مستخدم أكثر سلاسة واندماجًا، حيث يتم تصميمه خصيصًا لهذه المنصة، مع ذلك، يمكن لموقع إلكتروني ذي تصميم مستجيب عالي الجودة أن يوفر أيضًا تجربة مستخدم جيدة وسلسة عبر الهواتف والأجهزة اللوحية ، لذا حاول تقييم التجربة التي تريد تقديمها لجمهورك، وما إذا كانوا يفضلون تجربة التطبيق المعمقة أو تجربة الموقع الأسرع. كذلك، قد تحتاج إلى استطلاع آراء العملاء لمعرفة تفضيلاتهم.
رابعًا: المحتوى والميزات
بشكل عام، تتيح تطبيقات الموبايل إمكانيات أكبر في تقديم ميزات متقدمة مثل إشعارات الدفع، والرسائل الفورية، وخدمات تحديد المواقع، والواقع المعزز، وغيرها. من ناحية أخرى، تتفوق المواقع الإلكترونية في عرض محتوى غني مثل المقالات والفيديوهات والوسائط المتعددة ، لذا قُم بتحليل احتياجات عملك والخدمات التي تريد تقديمها، وما إذا كانت تتطلب ميزات متقدمة أم محتوى غني أكثر. كما يمكنك الجمع بين المنصتين لتوفير أفضل تجربة للمستخدمين.
خامسًا: التحليلات والقياس
تتفوق تطبيقات الموبايل عادة في توفير بيانات ومعلومات أعمق حول استخدام المستخدمين والتفاعل مع التطبيق ، لكن من ناحية أخرى، تتيح منصات إدارة المحتوى في المواقع الإلكترونية أيضًا جمع بيانات قيّمة حول زوار الموقع وسلوكهم ، لذا فكّر بعناية في نوع البيانات والمعلومات التي تحتاجها لقياس نجاح مبادرتك المحمولة واتخاذ قرارات أفضل. قد تحتاج مثلاً إلى بيانات دقيقة حول معدل التحويل أو الإيرادات من المنصة.
سادسًا: الترويج والتسويق
من التحديات الشائعة لتطبيقات الأعمال هو الترويج لها والحصول على مستخدمين. حيث يتطلب ذلك جهدًا تسويقيًا كبيرًا ، في المقابل، من الأسهل ترويج موقع إلكتروني عبر محركات البحث وقنوات التسويق المختلفة ، لكن من ناحية أخرى، تتيح التطبيقات فرصًا تسويقية داخل التطبيق نفسه، مثل الإشعارات المنبثقة والإعلانات وغيرها ، لذلك من المهم وضع استراتيجية تسويقية شاملة تراعي الميزانية المتاحة وطبيعة الجمهور وقنوات الوصول إليهم.
سابعًا: الصيانة والدعم
بشكل عام، تتطلب تطبيقات الموبايل مزيدًا من الصيانة والدعم الفني مقارنةً بمواقع الويب، خاصةً مع ظهور تحديثات جديدة لأنظمة التشغيل والأجهزة باستمرار ، كما أن نشر التحديثات والإصدارات الجديدة من التطبيق يتطلب جهدًا إضافيًا. لذا يجب أخذ هذا العامل بعين الاعتبار، وتخصيص الميزانية والموارد اللازمة للصيانة على المدى الطويل.
ثامنًا: الأمان والخصوصية
يشكل أمن البيانات وخصوصية المستخدمين تحديًا أكبر في تطبيقات الموبايل مقارنةً بمواقع الويب ، لذا من الضروري فهم المتطلبات الأمنية والقانونية المرتبطة بتخزين بيانات المستخدمين ونقلها في تطبيقك والالتزام بأفضل ممارسات الخصوصية. كما يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار منصة وأدوات التطوير.
تاسعًا: القدرة على التوسع في المستقبل
عادة ما يكون من الأسهل إضافة ميزات وخدمات جديدة إلى تطبيق موبايل موجود بالفعل مقارنةً بتطوير موقع إلكتروني ، لذا إذا كنت تخطط للنمو والتوسع في المستقبل، فقد يكون الاستثمار في تطبيق خيارًا أفضل. حيث يمكن إضافة صفحات ووظائف جديدة بسهولة أكبر ، أيضًا، إذا كنت تخطط لتوسيع نطاق خدماتك إلى بلدان أو مناطق جديدة، فالتطبيق قد يكون أكثر ملاءمة نظرًا لسهولة توفره عالميًا من خلال متاجر التطبيقات.
عاشرًا: معايير تقييم النجاح
- من المهم وضع معايير واضحة لتقييم نجاح المنصة المحمولة التي تم اختيارها، مثل:
- عدد التحميلات أو المستخدمين النشطين
- معدلات الاحتفاظ بالمستخدمين والارتداد
- متوسط الصفحات أو الشاشات المعروضة في كل زيارة
- معدل التفاعل مع المحتوى أو المنتجات
- معدلات التحويل أو المبيعات
- الإيرادات المتولدة
- تقييمات ومراجعات المستخدمين , وذلك لقياس مدى نجاح الاستثمار وتحقيق العائد المرجو.
في النهاية..
لا يوجد حل واحد يناسب الجميع. فالقرار يعتمد بشكل كبير على أهداف عملك، وطبيعة جمهورك، ومتطلباتك الفنية والمالية، غالبًا ما يكون الجمع بين تطبيق جوال وموقع إلكتروني مُستجيب هو الحل الأمثل، حيث يعملان معًا بشكل متكامل لتقديم أفضل تجربة لقاعدة عملائك.
إذا كنت ترغب في مناقشة الخيار الأفضل لعملك للوصول إلى جمهورك المحمول، فلا تتردد في التواصل معنا. نحن شركة تطوير متخصصة في تصميم التطبيقات والمواقع المُستجيبة عالية التأثير لمساعدة الأعمال على النمو. تواصل معنا اليوم لبدء المحادثة!